تركت الملكة كليوباترا، آخر ملكة من سلالة البطالمة، إرثًا عاش لآلاف السنين. لا تزال حكايتها تلهم الناس في جميع أنحاء العالم حتى يومنا هذا. غالبًا ما يتذكرها الناس لحبها ليوليوس قيصر ومارك أنتوني. لكنها امتلكت أيضًا ذكاءً وبراعة سياسية لا مثيل لها، مما وفر لها مكانًا بين أبرز الشخصيات في مصر القديمة.

ولدت كليوباترا في سلالة مقدونية، وصعدت إلى السلطة وتولت عرش مصر في سن مبكرة. بدهائها وذكائها وبصيرتها السياسية، كان مقدرا لها أن تكون زعيمة عظيمة.

ساهمت طلاقة الملكة كليوباترا في العديد من اللغات ومعرفتها الواسعة بالثقافات المختلفة في نجاحها في المفاوضات وتشكيل تحالفات دبلوماسية.  

   

   

على الرغم من أن مصر كانت تعتبر قوة عظمى، إلا أنها كانت حقبة شهدت فيها مصر أيامًا أفضل. كان من الممكن أن يكون التحالف مع إحدى الدول العظيمة في ذلك الوقت مفيدًا جدًا لتأمين مستقبل مشرق وسلمي لمصر. وهكذا حرصت الملكة كليوباترا على تقوية الروابط بين مصر والرومان. على الجانب الآخر، كان هناك يوليوس قيصر. لم تكن علاقتهم عاطفية فحسب، بل كانت أيضًا إستراتيجية.

رأت كليوباترا في قيصر حليفًا قويًا يمكنه المساعدة في تأمين منصبها كحاكم لمصر. على الرغم من جهودها لتعزيز مملكتها، واجهت تحديات في بلاطها الملكي ذات نفسه، حيث ظهرت شخصيات سياسية أخرى معارضة لحكمها. ومع ذلك، فإن ذكائها ودهائها، ووسع حيلتها بالإضافة إلى تخطيطها الاستراتيجي مكنوها من تقوية موقفها.

ومع ذلك، تحدث المآسي، وبالنسبة لشخصية بمكانة يوليوس قيصر، كان من المحتم أن تلقي المأساة بظلالها على الامبراطورية بأكملها. هز اغتيال يوليوس قيصر عام 44 قبل الميلاد الإمبراطورية الرومانية. بعد وفاته، وجدت الملكة كليوباترا نفسها عالقة في اضطرابات سياسية.

عاقدة العزم على حماية مملكتها، سعت إلى إقامة علاقة مع واحد من أكثر جنرالات قيصر ثقة، مارك أنتوني.

سحر وذكاء كليوباترا أسرا أنطوني. شكل كليوباترا ومارك أنتوني معًا شراكة عظيمة، على الصعيدين الشخصي والسياسي.

من ناحية أخرى، أصبح أوكتافيان حذرًا من قربهم وبدأ ينظر إلى تحالفهم على أنه تهديد لخططه للسيطرة على روما. مهد الصراع على السلطة بين أوكتافيان وأنتوني الطريق لذروة درامية من شأنها أن تحدد مصير كليوباترا.

شهد العام 31 قبل الميلاد معركة أكتيوم بين قوات أوكتافيان من جهة ومارك أنتوني وكليوباترا من جهة أخرى. انتهت المعركة بانتصار أوكتافيان، بينما فر أنطوني وكليوباترا إلى مصر.  

  

  

الملكة كليوباترا، مستشعرة بموتها الوشيك، اتخذت قرارًا مصيريًا من شأنه أن يخلد اسمها في التاريخ إلى الأبد. الملكة الفخورة التي كانت هي، رفضت الانتظار ومواجهة الإذلال باعتقالها، وأياً كان سيأتي بعد ذلك. قررت الملكة كليوباترا أن نهايتها يجب أن تكون بأيديها وبشروطها الخاصة.

وفقًا للأسطورة، سمحت لثعبان سام، يُعتقد أنه كوبرا مصري، أن يعضها حتى الموت. ماتت لتكون آخر ملكة لمصر، لكن اسمها وشخصيتها كتبا إلى الأبد في التاريخ.

كانت وفاة الملكة كليوباترا مأساوية. فقدت مصر حاكمها العظيم. ومع ذلك، كان إرثها آسرًا لآلاف السنين ولأجيال قادمة.